شريط محتوى متحرك
أخبارنا
مرحبًا بكم في موقعنا! استمتع بتجربة تصفح فريدة ومميزة. اكتشف أحدث الدروس في مكتبة الميديا! سارع بالاشتراك في نشرتنا البريدية للحصول على آخر التحديثات والعروض الحصرية. شكرًا لزيارتكم ونتطلع إلى تقديم مقالات وشروحات متميزة لكم.
النشر في الصفحات
نعم

AnGeL

صاحب الامتياز
shutterstock_664286932.webp

هل فكرت يومًا في الألغاز التي يخبئها تاريخنا القديم؟ ماذا لو قلت لك أن الذكاء الاصطناعي، هذا العملاق التكنولوجي الذي غزا معظم جوانب حياتنا اليومية، قد بدأ الآن برحلة جديدة نحو كشف أسرار العصور المنسية؟ في هذا المقال، سنتناول قصة استثنائية حيث لعب الذكاء الاصطناعي دور المحقق التاريخي ليكشف لنا عن موقع قبر الفيلسوف اليوناني العظيم، أفلاطون، وذلك من خلال فك رموز مخطوطات تعود لآلاف السنين.

في جامعة بيزا بإيطاليا، نجح فريق من الباحثين في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لدراسة مخطوطات بردية عثر عليها في هيركولانيوم، وهي مدينة قديمة دمرت برماد بركان جبل فيزوف الذي ثار في عام 79 ميلاديًا. هذه المخطوطات، التي كانت جزءاً من مكتبة فيلا البرديات، بقيت محفوظة ولكنها تحولت إلى اللون الأسود الكربوني وأصبحت شديدة الهشاشة بحيث لا يمكن لمسها مباشرةً.

استخدم الباحثون في جامعة بيزا تقنيات حديثة مثل التصوير فوق الطيفي بالأشعة تحت الحمراء والتصوير المقطعي التوافقي البصري لقراءة النصوص المتفحمة دون المساس بها. ومن خلال ترجمة نحو 30% من النصوص المكتشفة، وجدوا أدلة تشير إلى موقع قبر أفلاطون داخل حديقة تابعة للأكاديمية الأفلاطونية في أثينا.

المفاجأة لم تتوقف عند هذا الحد، فالنص كشف أيضًا عن معلومات تاريخية جديدة تفيد بأن أفلاطون تم بيعه كعبد في فترة من حياته، وهو ما يتناقض مع المعتقدات السابقة التي أشارت إلى تواريخ أخرى.

تأتي هذه الاكتشافات لتؤكد على القدرة الهائلة للذكاء الاصطناعي في إعادة كتابة التاريخ بطرق لم نكن نتخيلها قبل سنوات. ولم تقتصر استخدامات هذه التكنولوجيا على الأبحاث الأثرية فحسب، بل تعدتها إلى المسابقات العالمية مثل تحدي فيزوف، الذي يهدف إلى فك تشفير مخطوطات هيركولانيوم كاملة باستخدام التعلم الآلي والتقنيات المتقدمة.

بالنظر إلى المستقبل، يأمل الباحثون في توسيع نطاق هذه التقنيات لتشمل تطبيقات أوسع كاكتشاف الأورام في التصوير الطبي وغيرها من المجالات. وبالتأكيد، ستكون هناك المزيد من الفرص التي يمكن أن يكشف عنها الذكاء الاصطناعي، مما يفتح آفاقًا جديدة لمعرفتنا بالعالم القديم والحديث.

إن الكشف عن موقع قبر أفلاطون ليس سوى بداية لما يمكن أن يحققه الذكاء الاصطناعي في عالم الآثار والتاريخ. هذا الاكتشاف يشير إلى إمكانية إعادة تشكيل فهمنا للحضارات القديمة وتقديم إجابات على أسئلة طالما حيرت البشرية. لكن ما يثير الدهشة حقًا هو دقة وسرعة هذه التكنولوجيا في فك الرموز وترجمة النصوص التي تعذر على العلماء قراءتها لعقود.

من خلال هذا النجاح، تفتح الأبواب أمام مزيد من التحقيقات التي قد تكشف عن معلومات جديدة حول شخصيات تاريخية أخرى أو أحداث مهمة كانت معروفة فقط من خلال الأساطير أو الروايات المتناقلة. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم نظرة أعمق وأكثر دقة على النصوص والوثائق القديمة، مما يمنحنا فهمًا أفضل للغة، الثقافة، العادات والسياسات التي شكلت العالم القديم.

من جانب آخر، يمثل تحدي فيزوف نقطة تحول في كيفية التعامل مع الآثار القديمة، حيث يسعى الباحثون لفك تشفير 90% من مخطوطات هيركولانيوم بحلول عام 2024، مع وعد بجائزة كبيرة للفريق الذي يحقق هذا الإنجاز. هذا الهدف الطموح ليس فقط تحديًا تكنولوجيًا وإنما أيضًا دفعة قوية للمجتمع العلمي لتطوير وتحسين الأدوات التي يمكن أن تستخدم في العديد من المجالات الأخرى.

الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي في علم الآثار تتجاوز الكشف عن النصوص القديمة فقط. فمن الممكن استخدام هذه التكنولوجيا للكشف عن مواقع أثرية تحت الأرض دون الحاجة للحفريات المكلفة والمعقدة، أو حتى تحليل المواد الأثرية والتنبؤ بالحفاظ عليها على المدى الطويل. كل هذا يعزز من قدرتنا على حماية وفهم تراثنا الثقافي والحضاري.

في الختام، الذكاء الاصطناعي يفتح عصرًا جديدًا في علم الآثار والدراسات التاريخية، يمنح العلماء أدوات لم يسبق لهم مثيل لاستكشاف وفهم التاري

خ البشري بطرق غير مسبوقة. مع استمرار تطور هذه التكنولوجيا، نحن على أعتاب رؤية المزيد من الاكتشافات التي قد تغير ما نعرفه عن العالم القديم. وكما أظهرت قصة أفلاطون، فإن المستقبل قد يحمل في طياته أسرارًا أكثر مما نتخيل.

ما رأيك في هذا الاكتشاف، هل يمكن يكون قبر افلاطون في تلك الحديقة بالفعل؟
شاركنا رأيك.
مودتي.​
 
أعلى أسفل