هل تبقيكِ ليالي بكاء طفلكِ المتواصلة مستيقظة؟ ذلك الشعور بالعجز وأنتِ ترين صغيركِ يتألم من بطنه المنتفخ هو إحساس مشترك بين كل الأمهات. لا تقلقي، فأنتِ لستِ وحدكِ في هذا التحدي. إن مشكلة الغازات عند الرضع هي مرحلة طبيعية ومؤقتة، وفي هذا الدليل الشامل، سنمسك بيدكِ خطوة بخطوة لنرشدكِ إلى أفضل الطرق التي ستعيد الهدوء لبطن طفلكِ والراحة لقلبكِ.

في هذا المقال ستتعرفين على:
  • أسباب تكون الغازات لدى الرضع وكيفية التعرف على أعراضها.​
  • الوقاية خير من العلاج | خطوات استباقية لتقليل الغازات​
  • 5 طرق عملية ومُثبتة علميًا للتخفيف الفوري من آلام الغازات.​
  • تمارين بسيطة يمكنكِ تطبيقها لمساعدة طفلكِ على إخراج الغازات.​
  • نصائح لتعديل وضعيات الرضاعة لتقليل ابتلاع الهواء.​
  • إجابات لأكثر الأسئلة شيوعًا، مثل: متى تنتهي مشكلة الغازات عند الرضع؟
الغازات عند الرضع  5 طرق فعالة ومُجرّبة لتهدئة بطن طفلك الصغير.webp

لماذا يعاني الرضع من الغازات؟ فهم الأسباب الرئيسية
قبل أن نستعرض الحلول، من المهم أن تفهمي لماذا يعاني طفلك من الغازات. اطمئني تمامًا! ففي الغالبية العظمى من الحالات، تعتبر الغازات مرحلة طبيعية تمامًا من مراحل نمو طفلك، وليست انعكاسًا لأي تقصير في رعايتك له. إليكِ أهم الأسباب:​
  • عدم نضج الجهاز الهضمي: هذا هو السبب الرئيسي. ببساطة، الجهاز الهضمي لطفلك حديث الولادة لا يزال في مرحلة التعلّم. العضلات والأعصاب التي تنسق عملية الهضم لم تصل بعد إلى كامل كفاءتها، مما يجعل عملية معالجة الحليب وتمرير الغازات أبطأ وأصعب، وهذا يؤدي إلى تراكمها والشعور بالانزعاج.​
  • ابتلاع الهواء (Aerophagia): يبتلع الرضع الهواء أكثر مما نتخيل. يحدث هذا ليس فقط أثناء الرضاعة (بسبب الالتقام غير الصحيح للحلمة أو تدفق الحليب السريع من الزجاجة)، ولكن أيضًا أثناء البكاء الشديد. وهنا تكمن المشكلة في أنها قد تتحول إلى حلقة مفرغة، يشعر الطفل بالألم بسبب الغازات فيبكي، وأثناء البكاء يبتلع المزيد من الهواء، مما يزيد من ألم الغازات، وهكذا.​
  • فرط الإرضاع (Overfeeding): بدافع الحب والحرص، قد نُفرط أحيانًا في إرضاع الطفل، عندما تمتلئ معدته الصغيرة بكمية تفوق قدرتها على الهضم، فإن الحليب الزائد (وخاصة سكر اللاكتوز فيه) قد لا يُهضم بالكامل، فيتخمر في الأمعاء وينتج عنه المزيد من الغازات والانتفاخ.​
  • حساسية الطعام (نادرة ولكن ممكنة): في بعض الحالات الأقل شيوعًا، قد تكون الغازات الشديدة علامة على حساسية تجاه مركب معين، وأشهرها هو بروتين حليب البقر الذي قد يصل للرضيع عبر حليب الأم أو من خلال الحليب الصناعي. هذا السبب يتطلب تشخيصًا طبيًا دقيقًا ولا يجب افتراضه دون استشارة الطبيب.​
الوقاية خير من العلاج | خطوات استباقية لتقليل الغازات
بعد أن تعرفنا على الأسباب، يمكننا الآن اتخاذ بعض الخطوات الاستباقية الذكية التي قد تقلل من فرصة تكون الغازات من الأساس. تذكري أن الوقاية دائمًا أسهل من التعامل مع بكاء طفل متألم.​
  • ضمان الالتقام الصحيح للثدي: سواء كانت الرضاعة طبيعية أو من الزجاجة، تأكدي من أن فم طفلك يحيط بالحلمة (أو حلمة الزجاجة) بإحكام. في الرضاعة الطبيعية، يجب أن يكون فمه مفتوحًا على اتساعه وتكون شفتاه مقلوبتين للخارج. هذا الالتقام المحكم يضمن أن طفلك يبتلع الحليب وليس الهواء.​
  • وضعية الرضاعة شبه العمودية: حاولي دائمًا إبقاء رأس طفلك أعلى من مستوى معدته أثناء الرضاعة، يمكنكِ استخدام الوسائد لدعم طفلك في وضعية مائلة، فهذه الوضعية البسيطة تساعد الجاذبية على إبقاء الحليب في الأسفل وتوجيه أي فقاعات هواء إلى الأعلى، مما يسهل خروجها لاحقًا عند التجشؤ بدلاً من انحصارها في الأمعاء.​
  • الاستجابة لإشارات الجوع مبكرًا: البكاء هو علامة متأخرة على الجوع. تعلمي قراءة الإشارات المبكرة لجوع طفلك، مثل مص الشفاه، أو إخراج اللسان، أو تحريك رأسه بحثًا عن الثدي. عندما تطعمينه قبل أن يصل إلى مرحلة البكاء الهستيري، تكون الرضاعة أهدأ وأبطأ، وبالتالي يبتلع كمية أقل بكثير من الهواء.​
والآن بعد أن فهمنا الأسباب الكامنة وراء هذه المشكلة الشائعة، دعنا ننتقل إلى الطرق العملية والفعالة التي ستساعدكِ على تهدئة بطن طفلكِ الصغير.

الطريقة الأولى | سحر التجشؤ ووضعية الرضاعة الصحيحة
كيف اخفف الغازات عند الرضع من خلال التجشؤ الفعّال؟
يعتبر التجشؤ خط الدفاع الأول والأهم لمنع تراكم الغازات المؤلمة، ابتلاع الهواء أثناء الرضاعة هو السبب الرئيسي، ومساعدتك لطفلك على إخراجه بانتظام يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا. في هذا القسم، سنتعمق في التقنيات الصحيحة للتجشؤ ومتى يجب القيام به. وللتذكير بالاسباب فإن الجهاز الهضمي لطفلك حديث الولادة لا يزال في مرحلة النضج، مما يجعله غير قادر على التعامل مع فقاعات الهواء بكفاءة. عندما يبتلع طفلك الهواء أثناء الرضاعة الطبيعية أو من الزجاجة، تتجمع هذه الفقاعات في معدته مسببة ضغطًا وانتفاخًا وشعورًا بعدم الراحة يؤدي إلى البكاء والانزعاج.
كيف اخفف الغازات عند الرضع من خلال التجشؤ الفعّال؟.webp
  1. التجشؤ أثناء الرضاعة: لا تنتظري حتى ينتهي طفلك من الرضعة كاملة. القاعدة الذهبية هي التوقف لمساعدته على التجشؤ بشكل متكرر. إذا كنتِ ترضعين طفلك طبيعيًا، حاولي مساعدته على التجشؤ عند تبديل الثدي. أما إذا كان يرضع من الزجاجة، فتوقفي كلما أنهى حوالي 60 إلى 90 ملل من الحليب. هذه الوقفات القصيرة تمنع تراكم كمية كبيرة من الهواء دفعة واحدة، مما يسهل عملية إخراجها ويقلل من احتمالية البصق أو القيء.​
  2. أفضل الوضعيات للتجشؤ: ليست كل الوضعيات فعالة بالقدر نفسه مع جميع الأطفال، قد تحتاجين لتجربة أكثر من وضعية لمعرفة ما يناسب طفلك بشكل أفضل.
    إليكِ ثلاث من أنجح الوضعيات:​
    1. على الكتف: هذه هي الوضعية الكلاسيكية والمفضلة لدى الكثيرين. احملي طفلك بحيث يكون ذقنه مستريحًا على كتفك، وقومي بإسناد رأسه وظهره بيد، بينما تستخدمين اليد الأخرى للتربيت أو المسح بلطف على ظهره، بدءًا من الأسفل إلى الأعلى. الضغط الخفيف من كتفك على بطنه يساعد أيضًا في دفع الهواء للخارج.​
    2. وضعية الجلوس: أجلسي طفلك في حجرك بحيث يكون مواجهًا للجانب. استخدمي إحدى يديك لدعم صدره ورأسه عن طريق وضع راحة يدك على صدره وإسناد ذقنه (وليس حلقه) بأصابعك. أميلي جسمه قليلاً إلى الأمام، واستخدمي يدك الأخرى للتربيت على ظهره. هذه الوضعية تمنحك رؤية واضحة لطفلك وتسمح للجاذبية بالمساعدة.​
    3. على البطن: ضعي طفلك على بطنه فوق فخذيكِ بشكل عرضي. تأكدي من أن رأسه مرتفع قليلًا عن صدره. هذه الوضعية تمارس ضغطًا لطيفًا ومباشرًا على البطن، مما يساعد على تحرير الغازات المحتبسة. يمكنك التربيت على ظهره أو تحريك ساقيك بلطف من جانب إلى آخر لتهدئته.​
ملاحظة هامة: الصبر هو المفتاح. قد لا يتجشأ طفلك فورًا في كل مرة، وهذا طبيعي. امنحيه دقيقة أو دقيقتين من المحاولة اللطيفة. إذا لم يتجشأ، يمكنكِ متابعة الرضاعة والمحاولة مرة أخرى بعد بضع دقائق. الأهم هو جعل التجشؤ جزءًا لا يتجزأ من روتين الرضاعة. توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بشدة بأهمية التجشؤ كخطوة أساسية للوقاية من الانزعاج الهضمي لدى الرضع.
الطريقة الثانية | تمارين البطن و "وقت البطن" (Tummy Time)
كيفية التخلص من الغازات للاطفال حديثي الولادة عبر الحركة
الحركة اللطيفة والضغط الخفيف على بطن طفلك يمكن أن يحفز حركة الأمعاء ويساعد على طرد الغازات المحتبسة، هذه التمارين ليست فقط فعالة، بل هي أيضًا فرصة رائعة للتواصل مع طفلك وتقوية الرابطة بينكما؛ على عكس البالغين، لا يمتلك الرضع القدرة على تغيير وضعياتهم أو تحريك أجسامهم بوعي لتخفيف الانزعاج، وهنا يأتي دورك لمساعدتهم.
كيفية التخلص من الغازات للاطفال حديثي الولادة عبر الحركة.webp

  • تمرين "قيادة الدراجة": هذا التمرين من أكثر التمارين شعبية وفعالية. اجعلي طفلك يستلقي بشكل مريح على ظهره على سطح ناعم. امسكي كاحليه بلطف وابدئي في تحريك ساقيه بحركة دائرية، كما لو كان يقود دراجة هوائية. هذه الحركة لا تساعد فقط على دفع الغازات عبر الأمعاء، بل تساهم أيضًا في إرخاء عضلات البطن المشدودة. يمكنكِ القيام بهذا التمرين لبضع دقائق عدة مرات في اليوم، خاصة عندما تلاحظين أن طفلك يبدو منزعجًا.​
  • تمرين الضغط على البطن: بينما لا يزال طفلك مستلقيًا على ظهره، اثني ركبتيه معًا بلطف وادفعيهما باتجاه بطنه. اثبتي على هذه الوضعية لمدة 10 إلى 15 ثانية، ثم حرري ساقيه ومدديهما برفق. كرري هذه الحركة عدة مرات. يمارس هذا التمرين ضغطًا مباشرًا ولطيفًا على الأمعاء، مما يشجع على إطلاق الغازات المحبوسة. يمكنكِ غناء أغنية هادئة أثناء القيام بذلك لجعل التجربة أكثر متعة لطفلك.​
  • أهمية "وقت البطن" (Tummy Time): "وقت البطن" هو أكثر من مجرد تمرين للغازات؛ إنه نشاط حيوي لنمو طفلك. ضعي طفلك على بطنه على بطانية نظيفة على الأرض لبضع دقائق، مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا. من الضروري أن تكوني بجانبه وتشرفي عليه طوال الوقت. هذا النشاط لا يقوي عضلات رقبته وظهره وكتفيه فحسب، وهو أمر ضروري لمهاراته الحركية المستقبلية مثل التدحرج والجلوس والزحف، ولكنه أيضًا يطبق ضغطًا خفيفًا ومستمرًا على بطنه، مما يساعد بشكل كبير في تخفيف الانتفاخ والغازات. ابدئي بجلسات قصيرة (دقيقة أو دقيقتين) وزيدي المدة تدريجيًا كلما أصبح طفلك أقوى وأكثر ارتياحًا في هذه الوضعية.​
الطريقة الثالثة | التدليك الدافئ والحمام المهدئ
استخدام الدفء واللمس لتهدئة بطن رضيعك
الجمع بين الدفء واللمس الحنون يمكن أن يكون له تأثير سحري ومباشر على تهدئة عضلات بطن طفلك المشدودة وإرخائها، مما يسهل مرور الغازات ويخفف من الألم. اللمس هو لغة أساسية يتواصل بها الرضع، وتدليك البطن يوفر شعورًا بالأمان والراحة بالإضافة إلى فوائده الجسدية.​
  • تقنية تدليك البطن: قبل البدء، تأكدي من أن الغرفة دافئة ويديكِ دافئتان. يمكنكِ استخدام بضع قطرات من زيت الأطفال أو زيت زيتون عضوي لتقليل الاحتكاك وجعل التدليك أكثر سلاسة.​
    • ابدئي بتدليك بطن طفلك بلطف بحركة دائرية باتجاه عقارب الساعة. هذا الاتجاه مهم لأنه يتبع المسار الطبيعي للأمعاء الغليظة، مما يساعد على تحريك الغازات والبراز في الاتجاه الصحيح للخروج. استخدمي أطراف أصابعك لممارسة ضغط لطيف ولكن ثابت.​
    • يمكنكِ أيضًا تجربة تقنية تدليك تُعرف باسم "أنا أحبك" (I Love U). ارسمي بأصابعك حرف "I" على الجانب الأيسر من بطن طفلك (من الأسفل إلى الأعلى). بعد ذلك، ارسمي حرف "L" مقلوبًا، بدءًا من الجانب الأيمن العلوي من بطنه، مرورًا فوق السرة، ونزولًا إلى الجانب الأيسر. أخيرًا، ارسمي حرف "U" مقلوبًا، بدءًا من الجانب الأيمن السفلي، صعودًا وفوق السرة، ونزولًا إلى الجانب الأيسر السفلي. كرري هذه الحركات عدة مرات.​
  • الحمام الدافئ: الماء الدافئ هو مهدئ طبيعي رائع. حمام دافئ يمكن أن يساعد طفلك على الاسترخاء بشكل عام، مما يخفف من توتر العضلات في جميع أنحاء جسمه، بما في ذلك عضلات البطن. عندما تكون عضلات البطن مسترخية، يصبح مرور الغازات أسهل بكثير. اجعلي وقت الاستحمام تجربة هادئة ومريحة، بعيدًا عن أي ضوضاء أو مشتتات. يمكنكِ أيضًا تدليك بطنه بلطف أثناء وجوده في الماء.​
الطريقة الرابعة | مراجعة نظامك الغذائي (في حالة الرضاعة الطبيعية) واختيار الزجاجة المناسبة
هل ما تأكلينه يسبب الغازات لطفلك؟
في بعض الأحيان، قد يكون سبب الغازات مرتبطًا بعوامل خارجية مثل ما تتناولينه إذا كنتِ ترضعين طبيعيًا، أو بنوع الحليب الصناعي، أو حتى تصميم الزجاجة المستخدمة. من المهم استكشاف هذه الاحتمالات بعناية، ولكن دائمًا بالتشاور مع طبيب الأطفال.

قد تمر بعض المركبات من الأطعمة التي تتناولينها إلى حليب الثدي وتسبب حساسية أو انزعاجًا هضميًا لدى طفلك. وبالمثل، ليست كل أنواع الحليب الصناعي أو زجاجات الرضاعة مناسبة لجميع الأطفال.
العامل المسبب المحتمل​
الحل المقترح​
ملاحظات​
أطعمة في حمية الأم (مثل منتجات الألبان، البروكلي، القرنبيط، البصل، الكافيين، البقوليات)​
حاولي استبعاد نوع واحد فقط من الأطعمة المشتبه بها من نظامك الغذائي لمدة أسبوع إلى أسبوعين، وراقبي ما إذا كانت أعراض الغازات لدى طفلك تتحسن.​
يجب استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل إجراء أي تغييرات جذرية على نظامك الغذائي لضمان حصولك أنتِ وطفلكِ على جميع العناصر الغذائية اللازمة.​
نوع الحليب الصناعي
إذا كان طفلك يرضع صناعيًا ويعاني من غازات شديدة، تحدثي مع طبيب الأطفال. قد يقترح تجربة تركيبة مخصصة للبطون الحساسة، أو تركيبة قليلة اللاكتوز، أو تركيبة متحللة (hydrolyzed formula).​
لا تغيري نوع الحليب الصناعي لطفلك أبدًا دون استشارة طبية. التغيير المفاجئ قد يزيد المشكلة سوءًا.​
تصميم زجاجة الرضاعة
استثمري في استخدام زجاجات مصممة خصيصًا لتقليل ابتلاع الهواء (تُعرف بـ Anti-colic bottles). هذه الزجاجات تحتوي على أنظمة تهوية أو صمامات تمنع تكون فقاعات الهواء في الحليب. استخدمي أيضًا حلمات ذات تدفق بطيء لمنع طفلك من الشرب بسرعة كبيرة وابتلاع الهواء.​
عند إرضاع طفلك، تأكدي من إمالة الزجاجة بزاوية 45 درجة تقريبًا، بحيث تكون الحلمة ممتلئة دائمًا بالحليب وليس بالهواء.​
للمزيد من الإرشادات حول كيفية ضمان رضاعة مريحة، قد يفيدكِ الاطلاع على مقالنا التالي الرضاعة الطبيعية للمبتدئات: 10 نصائح لرحلة رضاعة ناجحة.
الطريقة الخامسة | العلاجات الطبيعية واللجوء للطبيب
متى تنتهي مشكلة الغازات عند الرضع ومتى يجب استشارة الخبراء؟
بينما تكون الطرق السابقة فعالة في معظم الحالات، هناك بعض العلاجات التي يمكن أن تقدم راحة إضافية. والأهم من ذلك هو معرفة متى يكون الانزعاج ضمن النطاق الطبيعي، ومتى يستدعي الأمر القلق وطلب المشورة الطبية المتخصصة.​
  • قطرات السيميثيكون (Simethicone): هذه القطرات متاحة في الصيدليات بدون وصفة طبية وتعتبر آمنة جدًا للرضع، هي لا تُمتص في الجسم، بل تعمل موضعيًا داخل الجهاز الهضمي على تكسير فقاعات الغاز الكبيرة وتحويلها إلى فقاعات أصغر حجمًا، مما يسهل على الطفل إخراجها عن طريق التجشؤ أو إطلاق الريح.
    اتبعي دائمًا التعليمات الموجودة على العبوة واستشيري الصيدلي أو الطبيب بشأن الجرعة المناسبة لعمر طفلك.​
  • ماء غريب (Gripe Water): هو علاج عشبي تقليدي استخدمته الأمهات لأجيال، تحتوي معظم تركيباته على أعشاب مثل الشمر والزنجبيل والبابونج، والتي يُعتقد أنها تساعد على تهدئة المعدة. ومع ذلك، فإن آراء الأطباء حول فعاليته وأمانه متباينة، وبعض الأنواع قد تحتوي على السكر أو الكحول. إذا قررتِ استخدامه، فاختاري تركيبة خالية من الكحول والسكر ومخصصة للرضع، والأهم من ذلك، استشيري طبيب طفلك أولاً.​
  • هناك نهج آخر حديث بدأ يكتسب اهتمامًا علميًا، ويستحق النظر فيه بعد استشارة الطبيب، هو دور البروبيوتيك أو "البكتيريا النافعة". البروبيوتيك هي كائنات دقيقة حية، عند تناولها بكميات كافية، تساهم في استعادة التوازن الصحي للبكتيريا في أمعاء طفلك. هذا التوازن يمكن أن يحسن عملية الهضم ويقلل من تكون الغازات المسببة للانزعاج. من المهم التأكيد على أن الأدلة العلمية حول فعاليتها للرضع لا تزال في طور التطور، لكن بعض الدراسات أظهرت أن سلالات معينة (مثل Lactobacillus reuteri) قد تكون فعالة في تقليل مدة البكاء لدى الأطفال الذين يعانون من المغص. ولذلك، من الضروري والمهم للغاية عدم إعطاء طفلك أي نوع من مكملات البروبيوتيك دون استشارة طبيب الأطفال أولًا، فهو الشخص الوحيد القادر على تحديد ما إذا كان طفلك بحاجة إليها، واختيار النوع والجرعة المناسبة والآمنة له.​
  • متى تزورين الطبيب؟ من الضروري أن تكوني قادرة على التمييز بين الغازات الطبيعية وعلامات وجود مشكلة صحية أكثر خطورة. لا تترددي أبدًا في الاتصال بطبيب الأطفال إذا لاحظتِ أيًا من الأعراض التالية:​
    • إذا كان بكاء طفلك حادًا، ومستمرًا، ولا يمكن تهدئته بأي من الطرق المعتادة.​
    • إذا كان طفلك يعاني من حمى (ارتفاع في درجة الحرارة).​
    • إذا كان يعاني من قيء عنيف أو متكرر (وليس مجرد بصق)، أو إسهال، أو وجود دم في البراز.​
    • إذا كان يبدو خاملًا جدًا أو ضعيفًا.​
    • إذا كان لا يكتسب وزنًا بشكل طبيعي أو يفقد الوزن.​
ثقي بحدسك كأم. إذا شعرتِ أن هناك شيئًا ما ليس على ما يرام، فمن الأفضل دائمًا الحصول على رأي طبي متخصص.

أسئلة شائعة حول الغازات عند الرضع
1. متى تنتهي الغازات عند الرضع بشكل عام؟ عادةً ما تبلغ مشكلة الغازات ذروتها في عمر 6 أسابيع، وتبدأ في التحسن بشكل ملحوظ بين عمر 3 إلى 4 أشهر عندما ينضج جهازهم الهضمي ويصبحون أكثر قدرة على الحركة.
2. هل بكاء طفلي الشديد يعني دائمًا أن لديه غازات؟ ليس بالضرورة. البكاء هو وسيلة تواصل الطفل، وقد يكون جائعًا أو متعبًا أو بحاجة لتغيير الحفاض. لكن إذا كان البكاء مصحوبًا بانتفاخ البطن، وصلابة البطن، وثني الساقين نحو الصدر، فمن المحتمل جدًا أن تكون الغازات هي السبب.
3. ما الفرق بين الغازات الطبيعية والمغص (Colic)؟ الغازات هي سبب شائع للمغص، لكن المغص يُعرَّف بأنه نوبات بكاء شديدة لا يمكن تفسيرها، تحدث لأكثر من 3 ساعات يوميًا، ولأكثر من 3 أيام في الأسبوع، وتستمر لأكثر من 3 أسابيع متتالية. إذا كنتِ تشكين في إصابة طفلك بالمغص، فاستشيري الطبيب للتشخيص الدقيق.
4. هل يمكنني استخدام شاي الأعشاب لتهدئة الغازات عند الرضع؟ لا يُنصح بإعطاء الرضع أي سوائل أخرى غير حليب الأم أو الحليب الصناعي، خاصة قبل عمر 6 أشهر. استشيري طبيب الأطفال دائمًا قبل إعطاء طفلك أي نوع من شاي الأعشاب أو العلاجات المنزلية.

خلاصة القول | أنتِ أفضل طبيب لطفلكِ
تذكري دائمًا أن مرحلة الغازات عند الرضع هي جزء طبيعي ومؤقت من رحلة نموهم. من خلال تطبيق هذه الطرق الخمس، بدءًا من التجشؤ الصحيح، وتمارين البطن، والتدليك الدافئ، ومراجعة التغذية، وصولًا إلى معرفة متى تطلبين المساعدة؛ ستكونين مجهزة بالكامل لتوفير الراحة لصغيرك. الأهم من ذلك هو ثقتكِ بحدسكِ كأم؛ فأنتِ الأقدر على فهم احتياجات طفلك وتهدئته.

وقبل أن نختم، تذكري أن التعامل مع طفل يعاني من الغازات أمر مرهق جسديًا ونفسيًا. لا تترددي في طلب المساعدة من شريكك أو عائلتك لأخذ قسط من الراحة. هدوؤك وراحتك النفسية ينعكسان بشكل مباشر على طفلك.

هل جربتِ إحدى هذه الطرق ونجحت معكِ؟ شاركينا تجربتكِ في التعليقات أدناه لمساعدة أمهات أخريات!
دمتم بود!​
 
عودة
أعلى أسفل